إلى رحمة
الله
الأمير
الشيخ سعد العبد اللّه السالم الصباح رحمه اللّه
1349-1429هـ
= 1930 – 2008م
بعد
صراع طويل مع المرض انتقل إلى رحمة الله تعالى أبوفهد سمو الأمير الشيخ سعد العبد
الله السالم الصباح أمير دولة الكويت سابقًا مساء يوم الثلاثاء : 7/ جمادى الأولى
(بالقويم الهندي) و 8/ جمادى الأولى بالتقويم العربي 1429هـ الموافق 13/مايو 2008م
عن عمر يناهز الثمانين عامًا؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
وشيّعت الكويتُ جثمانَه إلى مثواه الأخير
صباحَ يوم الأربعاء: 8/ جمادى الأولى الموافق 14/ مايو في جنازة مهيبة شارك فيها
المواطنون على اختلاف شرائحهم وطوائفهم ، وكان في مقدمة المشيعين سموّ أمير الكويت
الحاليّ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسموّ وليّ العهد الشيخ نواف الأحمد
الصباح وسموّ رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح وأفراد الأسرة الحاكمة
والوزراء وكبار رجال الدولة وجمع حاشد من رجالات الكويت وأبنائها، وصُلِّي عليه،
ثم وُرِّي الثرى بجانب أخيه ورفيق دربه أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد
الجابر الصباح المتوفى 1426هـ/ 2006م، رحمهما الله جميعًا .
* * *
ونعى
الديوان الأميري بالكويت الراحلَ الكبير الشيخ سعد العبد الله بما يلي:
"يَا
أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِيْ إِلَىٰ رَبِّكَ رَاضِيَةً
مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
صدق الله العظيم .
"ينعى
الديوان الأميري ببالغ الحزن والأسى إلى الشعب الكويتي الوفي الأمير الوالد صاحب
السموّ الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء
يوم الثلاثاء: 13/5/2008م. ولقد تحمل – رحمه الله – مسؤوليّاته الوطنيّة منذ مطلع
شبابه، وحملها بكل أمانة وإخلاص، وخدم وطنه وأهله طيلة حياته، وضحّى من أجلها؛
فكسب المحبّةَ والوفاءَ في قلوب مواطنيه جميعًا .
"رحم
الله صاحبَ السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح رحمةً واسعةً،
وأسكنه فسيح جنّاته مع الأبرار والصديقين وحسن أولئك رفيقًا . إِنّا لله وإنّا
إليه راجعون"
.
* * *
بينما
نعى مجلسُ الوزراء الكويتي الراحلَ الكبير سموَّ الأمير سعد العبد الله السالم
الصباح بمايلي :
"فقدت
الكويت رمزًا من رموزها الوطنيّة البارزة الحاكمَ الرابعَ عشرَ لدولة الكويت سموّ
الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي وافته المنية بعد معاناة
مريرة مع المرض، وبعد رحلة طويلة من العطاء المخلص لوطنه وأبناء شعبه الكريم .
"ويستذكر
مجلس الوزراء بكل الاعتزاز والتقدير الأعمالَ الجليلةَ والتضحيات الكبيرة المشهودة
التي قدّمها سموّه طيلة حياته رحمه الله؛ فقد كان لسموّه دور إيجابيّ مميّز في
مداولات المجلس التأسيسيّ في صياغة دستور دولة الكويت، كما كان لسموّه دورٌ لا
يُنْسَى في تطوير المؤسسات الأمنيّة بوزارتي الدفاع والداخليّة ، ودعمهما بجميع
الأدوات للقيام بمهامّها في الحفاظ على سيادة البلاد وتعزيز الأمن والاستقرار
فيها.
"كما
كان سموّ الأمير الوالد عنصرًا قويًّا لأخيه سموّ الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد
الصباح – طيّب الله ثراهما الطاهر – في النهوض بالبلاد في مختلف مجالات التنمية
وميادينها، أثناء تولّي سموّه رئاسة مجلس الوزراء على ما يزيد على 25 عامًا، بذل
فيها أقصى الجهود والتضحيات من أجل خدمة الوطن والمواطنين"
.
وقد
عبّر مجلس الوزراء عن عظيم التقدير والعرفان للدور البطولي المميز الذي قام به سموّ
الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح – رحمه الله – أثناء فترة الاحتلال العراقي
البغيض لدولة الكويت؛ حيث واصل سموه مع إخوانه المخلصين الليلَ بالنهار من أجل
عودة الحق الكويتي وإعلاء كلمة الكويت واستعادة حريتها وسيادتها وكرامة شعبها
الأبيّ ، إلى جانب قيادة عمليّة إعادة بناء وإعمار الكويت التي تمّت في فترة
قياسيّة كانت تحلّ محلّ تقدير وإعجاب العالم أجمع، مضيفًا:
"وقد
كان سموّ الأمير الوالد – رحمه الله – رجل دولة قدّم الكثير لوطنه وشعبه ولأمته ،
وكان رمزًا للشجاعة والوفاء والإخلاص والخلق الرفيع ، وكان رمزًا للعطاء والتضحية
، أحبّ شعبَه ؛ فأحبّه شعبُه . رحم الله الفقيدَ الكبيرَ برحمته الواسعة .
"وإزاء
هذا المصاب الجلل يتقدم مجلسُ الوزراء بخالص التعزية والمواساة لمقام حضرة صاحب
السموّ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسموّ وليّ عهده الأمين الشيخ
نواف الأحمد الجابر الصباح – حفظهما الله ورعاهما – وإلى آل الصباح الكرام والشعب
الكويتي الكريم، سائلين المولى العليّ القدير أن يتغمّد فقيد الكويت سموّ الأمير
الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح برحمته الواسعة ورضوانه مع الأبرار
والصالحين، وأن ينعم عليه بجناته ، وأن يلهم أهل الكويت جميعًا الصبرَ والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون".
* * *
وقد
نعت الهيئة الخيريّة الإسلاميّة العالميّة الفقيد الغاليَ بما يلي :
"إنها
تلقّت نبأَ وفاة سموّ الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ببالغ
الأسى والألم والحزن، سائلةً المولى عزّ وجلّ أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فسيح
جنّاته جزاءَ ما قدّم لوطنه الكويت وأمتيه العربيّة والإسلاميّة من أعمال جليلة
وإنجازات كبيرة ، ستظلّ علامات مضيئة وصفحات بارزة في تاريخه الحافل بالمواقف
الوطنيّة المشرفة"
.
واستذكرت
الهيئة بالتقدير والعرفان لسمو الأمير – رحمه الله – دوره الداعم لمسيرة العمل
الخيريّ الإسلاميّة بصفة عامّة ومساندته للهيئة ؛ حيث قال – رحمه الله – إبّان
تولّيه ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء لدى افتتاحها:
"إنّ
الدور الذي تقوم به الهيئةُ كبير وضخم، وسنبذل كلَّ ما نستطيع لكي نمكّنها من
تحقيق أهدافها وطموحاتها ، التي تعود في حقيقتها على المسلمين بالخير في كل مكان"
.
كما
استذكرت الهيئةُ بالإجلال والاعتزاز جميعَ الأعمال الجليلة والتضحيات الكبيرة التي
قدّمها الراحل طيلة حياته؛ فقد كان لسموّه دور كبير في صياغة دستور البلاد مع
الآباء والمؤسسين الأوائل، كما كان لسموه دور رائد في تطوير منظومة المؤسسات
الأمنية ونهضتها بوزارتي الدفاع والداخليّة ، من أجل المحافظة على سيادة البلاد
وتعزيز الأمن والاستقرار في ربوعها. وسيظلّ – رحمه الله – رمزًا للخير والعطاء
الإنساني، لما قدّمه لوطنه وشعبه من جهود كبيرة ومخلصة في صناعة نهضة الكويت وبناء
دولتها الحديثة .
وقالت:
"إن
الأمير الوالد استطاع إلى جانب أخيه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر
الصباح – رحمهما الله – أن يعبرا بالكويت أشرس المعارك في تأريخها؛ فبفضل الله ثم
بفضل حنكتهما البالغة استطاعا أن يحررا الكويت من دنس الغزو العراقي الغاشم .
ولايمكن أن ننسى كلمات سموّه المُتَلْفَزَة إبان هذه المحنة التي كانت تبعث الأمل
في نفوس أبناء الشعب وتبشرهم بعودة الحق الكويتي".
* * *
كان
الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح وُلِدَ عام 1349هـ / 1930م ، وكان الابن
الأكبر للشيخ عبد الله السالم الصباح الأمير الحادي عشر للكويت ، الملقب بأبي
الاستقلال.
وانتخب
الأمير الرابع عشر لدولة الكويت بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في 15/
يناير 2006م وحتى 24/ يناير لمدة 9 أيام فقط ، لأن ظروفه الصحيّة لم تسمح له
بالاستمرار في تولّي الإمارة .
وتلقى
تعليمه في المدرسة المباركية بالكويت، ثم سافر إلى بريطانيا عام 1370هـ / 1951م،
والتحق فيها بكلية "هاند"
العسكريّة، ومكث بها أربع سنوات، وعاد منها إلى وطنه عام 1373هـ / 1954م، فعين
نائبًا لدائرة الشرطة ، وبقي يشغل هذا المنصب لعام 1378هـ/1959م ، ثم صدر مرسوم
أميريّ بتعيينه نائبًا لدائرة الشرطة والأمن العامّ بعد دمجهما .
وعُيِّن
– رحمه الله – رئيسًا لهذه الدائرة عام 1381هـ/ 1961م وفي 25/ رمضان 1382هـ / يناير 1962م عُيِّن وزيرًا للداخليّة وكانت
الوزارة الأولى بعد الاستقلال ؛ فكانت له بصمات واضحة على الكثير من التشريعات
والقوانين الخاصّة بالإقامة والجنسيّة وشروط منحها ومنع التسلّل . وفي ديسمبر
1964م (رمضان 1384هـ) أسندت إليه وزارة الدفاع بالإضافة إلى وزارة الداخليّة .
فشكّل المجلس الأعلى للدفاع وقام بجولات خارجيّة لعقد صفقات تسليح للجيش وتعزيز
القدرات الدفاعيّة للكويت.
وعندما
تولَّى حكمَ البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح عام 1977م (1397هـ) بادر إلى
تزكية الشيخ سعد العبد الله الصباح ليكون وليًّا للعهد في 31/ يناير 1978م (20/
ربيع الأول 1398هـ) وبعدها بأيّام في 8/ فبراير 1978م (28/ ربيع الأول 1398هـ) صدر
أمر أميريّ بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء . وفي 16/ فبراير 1978م (14/ ربيع الثاني
1398هـ) ثم تكليفه بتشكيل الحكومة وكانت هذه هي الوزارة العاشرة في تاريخ الكويت .
ومنذ
ذلك التاريخ ترأس سموّه الوزارات المتعاقبة في أعوام 1981م و 1985م 1986م و1990م
و1991م و1992م و1996م و1998م و1999م و2001م .
وفي
يوليو 2003م (جمادى الأولى 1424هـ) تمّ فصلُ ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء.
وفي 15/ يناير 2006م (14/ ذوالحجة 1426هـ) نودي به أميرًا لدولة الكويت بعد وفاة
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ، واستمرّ لغاية 24/ يناير 2006م (23/ ذوالحجة
1426هـ) حيث لم يستمرّ في الإمارة لظروف صحيّة شديدة.
الجدير
بالذكر أنّه قُدِّر لسموّه أن يتولّى رئاسة الحكومة في ظروف محليّة وإقليميّة
ودوليّة بالغة التعقيد ؛ فبذل – رحمه الله – جهودًا مضنية لمواجهتها ، وعمل تعزيز
قدرات البلاد الدفاعيّة والأمنيّة .
* * *
ولدى
وقوع الغزو الصدّامي للكويت الذي استمرّ سبعة أشهر عمل سموّه على تحرير الكويت
بكفاءة وشجاعة بالغة ، وقاد الحكومة الكويتيّة من مقرها الموقت في مدينة "الطائف"
السعوديّة، واستطاع أن يضع خطط الطوارئ الكفيلة بالتعامل مع الأزمة الخطيرة التي
شهدتها الكويت من أجل الاحتلال العراقي لها؛ فأعلن ضمان الحكومة لكل الودائع
والمدخرات المصرفيّة والتزام الدولة بتسديد جميع مرتبات الموظفين في القطاع
الحكومي بأثر رجعيّ . وكذلك بسداد مكافأة نهاية الخدمة لجميع الذين غادروا البلاد
من غير الكويتيين ، وعمل على رعاية الكويتيين في الخارج. وبذل جهودًا جبّارة من
أجل دعم الصامدين ورجال المقاومة في الداخل ، وزار الكثير من الدول وأرسل الكثير
من المبعوثين لدول أخرى .
والحقّ أن سموّه كان بعد الله عزّ وجل اليد
اليمنى التي استطاعت بدعم من السعودية ودول الجوار الشقيقة والقوى الإسلاميّة أن
تحرر الكويت؛ حيث تحرّك سموّه منذ اللحظة الأولى للعدوان العراقي على الكويت ،
وتمثل في إصرار سموّه على مغادرة سموّ أمير الكويت إلى المملكة العربيّة السعوديّة؛
حيث التقى يوم 5/8/1990م (11/2/1411هـ) في جدة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن
عبد العزيز رحمه الله، ودرس معه أسلوبَ التحرك لمعالجة الموقف الناتج من جراء
العدوان العراقي الغاشم على دولة الكويت، كما التقى رئيس جمهورية مصر العربيّة
حسني مبارك في الإسكندريّة يوم 8/8/1990م (14/2/ 1411هـ)، والتقى معه ثانية
بالقاهرة يوم 9/8/1990م (15/2/1411هـ) وتوصّل معه إلى الإعلان عن عقد مؤتمر القمة
العربي الطارئ يوم 9/8/1990م (15/2/1411هـ). ثم قام بجولة واسعة شملت كلاًّ من
سوريا وتركيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا في الفترة ما بين 13 و 23/8/1990م
(17-27/2/1411هـ) وأكّد – رحمه الله – خلال جولته على موقف الكويت المتمثل في أنها
لاتودّ الحرب، وليست هي لديها الخيار الوحيد المفضل، ولا تريد تعريض المنطقة
للأخطار، وإنما تريد أن تنفذ قرارات القمة العربيّة وقرارات مجلس الأمن 660 و 661
و 662 وقرارات مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلاميّة التي تؤكد جميعها على ضرورة
انسحاب العراق دونما تأجيل ودون أيّ شرط من الكويت . وظلّ سموّه يصرّ على الحق
الكويتي وعدم المساومة على أيّ شبر من الأرض الكويتية، وعلى المطالبة بالتعويضات
عن أصرار الاحتلال.
إلى
جانب هذه التحركات المكثفة الفاعلة، قام سموه بتحرك مثمر مثل علامة بازرة في تاريخ
الكويت وتحريرها من الاحتلال العراقي الغادر، وتمثل في عقد المؤتمر الشعبي في
مدينة جدة في الفترة ما بين 13 و 15/10/1990م (21-23/4/1411هـ) لأن هذا المؤتمر
نبعت فكرته من لدن سموّه – رحمه الله – إذ طرحها أثناء زيارته إلى المملكة المتحدة
ولقائه مع أبناء الكويت في لندن في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 1990م .
وقد
أولى سموّه – رحمه الله – الاهتمام الخاصّ في ذلك الوقت أثناء تفقده للقوّات
الكويتية المسلحة أثناء الاحتلال توفير متطلبات التسليح حتى يتأهل للمشاركة في
تحرير الكويت ضمن قوّات التحالف التي قامت بدور كبير في تحرير الكويت أثناء
المعركة البريّة .
* * *
وكان
سموه – الذي عاد إلى أرض الكويت من المنفى في السعودية يوم 4/مارس 1991م (17/
رمضان 1411هـ) بعد أسبوع من التحرير الذي حصل في 26/ فبراير 1991م (10/ رمضان
1411هـ) – أوّلَ العائدين من أفراد الأسرة الحاكمة إلى الكويت ؛ حيث عُيِّن حاكمًا
عرفيًّا على البلاد حتى عودة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه
الله .
وكانت
الفترة التي تلت التحرير من الإحتلال الذي دنّس الكويتَ عبر 208 أيام، من أصعب
الفترات التي مرّت بها الكويت . وكنا نشاهد ونتابع هذه الظروف لحظة بلحظة ونحن في
الهند ونكتب عنها باستمرار وبكثافة في مجلتنا "الداعي"
العربية وبالمجلات الأخرى ولاسيما المجلات والجرائد الأردية الصادرة بالهند وبشبه
القارة الهندية. وقد سجّلنا أن سموّ الشيخ سعد العبد الله برز عبر الاحتلال وبعد
التحرير الرجل القويّ الفولاذي والحكيم المجرب المحنّك بأدائه المتفاني وتحركاته
المضنية المتتابعة الحكيمة ودبلوماسيته العالية ،وحزمه السياسيّ، وإصراره على
التعامل اللطيف مع المشكلات المعقدة الهائلة المتزاحمة ، فاستطاع في قدرة فائقة
وأهلية لائقة وجدارة جديرة بالتسجيل أن يعيد الدولة المنهكة إلى العمل ومباشرة
النشاط بكفاءة وسرعة بالغتين، حتى فرضت عاجلاً النظام والقانون والأمن ، وأبرزت
هيبتها كدولة ذات سلطة مستقلة وسيادة كاملة ، كما تعاملت بسرعة قياسيّة مع الجرائم
البيئيّة الكبرى في التأريخ المعاصر؛ حيث تمكنت عاجلاً من إدفاء حريق آبار النفط ،
لأن المعتدي الغادر كان قد حرّقها لدى مغادرته مُطَارَدًا من الكويت .
إنه بوفاة سموّه فقدت الكويت حقًّا ابنًا
بارًّا من أبنائها وعلمًا من أعلامها الكبار، ورجلاً فريدًا من رجالاتها المشهود
لهم بالاخلاص والإيثار، والتفاني والتضحية، والرؤية الثاقبة، والحكمة البالغة،
والحزم والسداد .
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنّاته
وغفر له جميع زلاّته ، وألهم أهله وذويه والشعب الكويتي والأسرة الحاكمة الصبر
والسلوان .
مجلة
الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذو القعدة – ذوالحجة 1429هـ =
نوفمبر–ديسمبر 2008م ،
العـدد : 11-12 ، السنـة : 32